سوق السيارات التركي يتجه إلى الاتجاه المعاكس مع بدء الإصلاحات

سوق السيارات التركي

مستقبل سوق السيارات التركي

يعكس سوق السيارات التركي تحولاً اقتصادياً أوسع في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في مايو/أيار، مما ساهم في تحقيق اقتصاد أكثر استقراراً بقيمة 900 مليار دولار. وشهد سوق السيارات المستعملة أيضًا تراجعًا كبيرًا، حيث أشار موقع Otomerkezi.net إلى انخفاض الأسعار بنسبة تصل إلى 20 بالمائة في الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر.

يعد هذا التباطؤ في سوق السيارات التركي رمزًا للإصلاحات الاقتصادية التي أعقبت الانتخابات، مما خفف من تأثير التضخم الشديد وانخفاض أسعار الفائدة، والذي أدى في السابق إلى ارتفاع مبيعات السيارات. وكان الأتراك، الذين يبحثون عن أصول ذات قيمة دائمة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي، يتدفقون على السيارات والأجهزة المنزلية والذهب. ومع ذلك، مع بقاء معدل التضخم أعلى من 60% ومساعي أردوغان المستمرة لإبقاء أسعار الفائدة منخفضة، ارتفعت القيمة المتصورة للسيارات كاستثمارات. وأدى هذا، إلى جانب تكاليف الاقتراض المواتية لقروض السيارات، إلى خلق خلل في التوازن بين الطلب والعرض، وهو ما تفاقم بسبب اضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالجائحة.

وتبنى المدخرون المحليون السيارات كمخزن للقيمة، وهو ما يعكس العائدات الضعيفة على الودائع المصرفية بسبب أسعار الفائدة التي كانت متأخرة عن معدلات التضخم. وأدى الاندفاع للاستثمار في السيارات، إلى جانب اضطرابات سلسلة التوريد، إلى خلق فجوة كبيرة بين العرض والطلب في سوق السيارات التركي، مما أدى إلى ارتفاع مبيعات السيارات بالتجزئة إلى 841 ألف سيارة في الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2023، متجاوزة إجمالي 593 ألف سيارة في عام 2022. وتكشف بيانات جمعية موزعي السيارات ووسائل النقل التركية أن أرقام مبيعات 2023 هذه تمثل الأعلى خلال عقد من الزمن على الأقل، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار بنسبة 214 في المائة على مدى العامين الماضيين.

وتزامن ارتفاع أسعار سوق السيارات التركي مع إجراءات التحفيز التي اتخذها أردوغان قبل الانتخابات في مايو/أيار، مما ساهم في زيادة الأسعار بنسبة 16% في يوليو/تموز وحده. ومع ذلك، بدأ فريق الإدارة الاقتصادية الجديد، الذي تم تعيينه في يونيو، إصلاحًا شاملاً للسياسة للحد من طلب المستهلكين، وخاصة على سلع مثل السيارات، وللسيطرة على التضخم. وقام البنك المركزي، بقيادة حافظ جاي إركان، وهو مصرفي سابق في بنك جولدمان ساكس، برفع سعر الفائدة القياسي من 8.5 بالمئة في يونيو إلى 42.5 بالمئة، وهو خروج كبير عن موقف أردوغان السابق ضد ارتفاع تكاليف الاقتراض.

وتضمنت هذه التغييرات في السياسة أيضًا زيادة الضرائب على البنزين بمقدار ثلاثة أضعاف وقيودًا لإبطاء نمو قروض السيارات. وارتفعت أسعار الفائدة على قروض السيارات الاستهلاكية، التي كانت تبلغ 25 في المائة قبل انتخابات مايو/أيار، إلى 37 في المائة. ورغم أن النمو في قروض السيارات لا يزال أقل من معدل التضخم الحالي، إلا أن النمو في قروض السيارات، الذي ارتفع إلى معدل سنوي معدل حسب التضخم يبلغ حوالي 300 بالمئة في فبراير، قد انخفض إلى 61 بالمئة، وفقًا لهيئة الإشراف المصرفي التركية.

في الوقت نفسه، تضاعفت عائدات ترك عملات الليرة في البنك ثلاث مرات عن مستويات أبريل إلى 38%، مما قلل من جاذبية السيارات والسلع الأخرى كاستثمارات. واعترف إركان بتراجع أسواق مثل السيارات والسلع والأثاث بسبب هذه السياسات الاقتصادية الجديدة، مؤكدا أنه مع إدراك المستهلكين لانخفاض التضخم، يميل الطلب على السيارات إلى الانخفاض. ومع ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع، يصبح ترك الأموال في البنك أكثر عقلانية بدلا من الاستثمار في أشياء مثل السيارات.

المصدر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.